رسالة ابن معتقل سياسي في سجون فتح ...
أتدرون من أنا؟؟ أنا الطفل الذي شاركته القضبان في احتضان والده..
أنا الطفل الذي عرف معنى الفراق قبل ان يذوق طعم اللقاء..
أتدرون من انا؟؟ أنا الطفل الذي تعجز قدماه عن الركض إلى بيته بشهادته المدرسية رغم تفوقه..
أتدرون من انا؟؟ انا الطفل الذي يعيش مأساة أمه ..
أتدرون من انا؟؟ أنا الذي لم اعد طفلا إلا في مواثيق المؤسسات الحقوقية ..
انا الذي لم يعد يذكر أي السجون سيزور أسجون المحتل الإسرائيلية أم سجون أجهزة فلسطينية.
أتدرون من انا؟؟ أنا الذي لم أعد أتلهف لرحلة صيفية هنا وهناك فرحلتي الحتمية إلى ذلك المكان الذي يحوي أبي .. إلى السجن..
أتدرون من أنا ؟؟ انا من تقف اللقمة وتغص في حلقه عندما يرى كرسي والده على مائدة إفطار رمضان فارغا..
أنا ابن البطل هذا ما افهمه جيدا.. البطل الذي يكرم بالأصفاد من أبناء شعبه..
انا ابن المعتقل السياسي.. أخاطب ضمائر الأحرار فيكم ..
إليــــــــــــــــــــكم
"يا من تقبلون أبناءكم كل صباح.. أريد أبي"..
ها قد أتى رمضان .. ولم يعد أبي .. ها قد أتى رمضان ولم تكتمل أركان أسرتنا على مائدة الإفطار.. وسيأتي رمضان ورمضان والعيد تلو العيد وأنا ارقب على باب البيت أبي..
ها قد أسمعتكم صرختي؟؟
فهل يا ترى لامست أسماعكم؟؟
سأصم أذني حتى لا اسمع صدى صوتي يعود إلي مكسورا.. فلم يعد في القلب متسع لجرح جديد..
ابن المعتقل السياسي في سجون أجهزة الضفة
