ليلة 29/7/2008 تتوقف عقارب الزمن قليلا ، ويدخل الأسير الفلسطيني سعيد وجيه العتبه " أبو الحكم " عامه الثاني والثلاثين داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي ، ليكون أول أسير فلسطيني وعربي يمضي هذه الفترة من الاعتقال في السجون الإسرائيلية ولذلك فقد حاز على وسام " شيخ الأسرى والمعتقلين " ، وهو الوسام الذي أعتاد الأسرى أن يقلدوه لأولئك الذين يتفوقون على غيرهم من رفاقهم الأسرى بسنوات اعتقالهم .
تسع وعشرون عاما إنقضت ، وما زالت عتبة البيت العتيق ، الذي ولد فيه "سعيد" على جسر التي في الجبل الشمالي في مدينة نابلس ، تنتظر عودة فارسها بنفس الشموخ والصبر الذي ينبعث من صدر والدته الحاجة وداد " أم راضي " والتي وبالرغم من كبر سنها وصراعها مع المرض لا زالت تحتضن أمل لقائه بين ضلوعها المتشبثة بحتمية النصر ونيل الحرية مهما طال الليل واشتد الظلام .
تسعة وعشرون عاما بساعاتها ولياليها وأيامها الطوال ، تقاسمتها الحاجة " أم راضي " مع زوجها وأبنائها " الدكتور راضي و شقيقتيه سناء ورائدة " ، تصول وتجول أحيانا معهم وأحيانا كثيرة بدونهم ، من شرق السجون إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ، علّها وأبنائها يجدون لهم فسحة من المكان ودقائق من زمن اللئام ، ليقفوا أمام الشبك الفاصل ، يتأملون نظرات التحدي والعنفوان المنبعثة من تلك العيون الهادئة الحكيمة لعميدهم " أبو الحكم " ، ويحاولون بمرارة ملامسة أنامله الذهبية التي حوصرت لتغزل للاجيال القادمه خيوط شمسهم الابدية .
تسعة وعشرون عاما ، تخللها إنقطاع إجباري بسبب المنع الامني ورحيل مفاجيء لوالده الذي تعرض لجلطة قلبية بينما كان ينتظر زيارته على باب سجن نفحه عام 1989 ، لم يفقد خلالها شيخ الاسرى والمعتقلين وهج العنفوان والكبرياء والصمود ، طوّاها " سعيد " جنبا إلى جنب مع تلك السنين الطوال التي طواها ويطويها رفاقه بالقيد والمعاناة سمير القنطار ونائل وفخري البرغوثي وأكرم منصور وفؤاد الرازم وأبو علي يطا وإبراهيم جابر وحسن سلمه وعثمان مصلح وسامي وكريم يونس وعاصم وسيطان الولي وحافظ قندس وبشر المقث وعشرات الاسرى القدامي الذين مضى على إعتقالهم أكثر من عشرين عاما ، ولاحقا بهم الاف الاسرى والاسيرات من أؤلئك الذين ما زالوا يتجرعون مر العذاب ويذوقون لوعة المعاناة ، لكنهم لم ينحنوا ، وبصمودهم قهروا السجان وحطموا القيد وصلابة القضبان .
تسعة وعشرون عاما ، إستقبل " سعيد" خلالها وودع في سجونه التي تنقل فيها قوافل من المناضلين والمجاهدين ، وكان بالنسبة لهم القائد الكبير والمعلم القدير الذي زرع في قلوبهم حب الأرض وعشق الجماهير وبث في أرواحهم الثائرة الامل والارادة الحرة الابية ، وهو وإن تجاوزته كل صفقات التبادل التي أبرمت في الماضي والحاضر القريب ، لم يفقد يوما الامل في التحرر وكسر القيد والانطلاق إلى فضاء الحرية ، ولا زالت معنوياته تناطح همجية السجون وتصارع ببسالة صلافة السجانين .
ويدخل العام الثلاثون ، وما زال " سعيد " يفترش "برشه" الذي لازمه عشرات السنين في سجن عسقلان ، وإلى صدره المفعم بالاخلاص والوفاء يضم بقوة صورة الأم التي أرضعته حليب الرجولة والشهامه ، ويقلّب بتمعن وتأمل ألبوم الصور التذكارية التي إستطاع أن يجمعها من خلال زيارات الاهل أو من رفاق القيد الذين إلتقى معهم في سجون مختلفة ، ويذهب عميد الاسرى ببصره بعيدا إلى ما وراء تلك الجدران والقضبان التي تعزل جسده وتخفي روحه عن تلك الاجساد والارواح التي ما زالت تنتفض وتصرخ من أجل حريته وحرية كافة الاسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات أسرائيل ، ليؤكد لهم بكل أيمان وعزيمة أن " شمسنا ستبزغ وفجرنا آت آت " .
وبينما يطوي الأسير القديم " سعيد العتبة " سنوات اعتقاله التي تساوت وبصدفة القدر مع عدد السجون والمعتقلات الإسرائيلية التي شيدها الاحتلال ليحتجز فيها شبابنا وأطفالنا ونسائنا ، يرتسم الامل والتفاؤل على سماء فلسطين التي تنتظر بشوق ولهفة وحنين تحرير أبطالها من السجون لتغني لهم.
منقول من موقع جمعية واعد للأسرى
تسع وعشرون عاما إنقضت ، وما زالت عتبة البيت العتيق ، الذي ولد فيه "سعيد" على جسر التي في الجبل الشمالي في مدينة نابلس ، تنتظر عودة فارسها بنفس الشموخ والصبر الذي ينبعث من صدر والدته الحاجة وداد " أم راضي " والتي وبالرغم من كبر سنها وصراعها مع المرض لا زالت تحتضن أمل لقائه بين ضلوعها المتشبثة بحتمية النصر ونيل الحرية مهما طال الليل واشتد الظلام .
تسعة وعشرون عاما بساعاتها ولياليها وأيامها الطوال ، تقاسمتها الحاجة " أم راضي " مع زوجها وأبنائها " الدكتور راضي و شقيقتيه سناء ورائدة " ، تصول وتجول أحيانا معهم وأحيانا كثيرة بدونهم ، من شرق السجون إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ، علّها وأبنائها يجدون لهم فسحة من المكان ودقائق من زمن اللئام ، ليقفوا أمام الشبك الفاصل ، يتأملون نظرات التحدي والعنفوان المنبعثة من تلك العيون الهادئة الحكيمة لعميدهم " أبو الحكم " ، ويحاولون بمرارة ملامسة أنامله الذهبية التي حوصرت لتغزل للاجيال القادمه خيوط شمسهم الابدية .
تسعة وعشرون عاما ، تخللها إنقطاع إجباري بسبب المنع الامني ورحيل مفاجيء لوالده الذي تعرض لجلطة قلبية بينما كان ينتظر زيارته على باب سجن نفحه عام 1989 ، لم يفقد خلالها شيخ الاسرى والمعتقلين وهج العنفوان والكبرياء والصمود ، طوّاها " سعيد " جنبا إلى جنب مع تلك السنين الطوال التي طواها ويطويها رفاقه بالقيد والمعاناة سمير القنطار ونائل وفخري البرغوثي وأكرم منصور وفؤاد الرازم وأبو علي يطا وإبراهيم جابر وحسن سلمه وعثمان مصلح وسامي وكريم يونس وعاصم وسيطان الولي وحافظ قندس وبشر المقث وعشرات الاسرى القدامي الذين مضى على إعتقالهم أكثر من عشرين عاما ، ولاحقا بهم الاف الاسرى والاسيرات من أؤلئك الذين ما زالوا يتجرعون مر العذاب ويذوقون لوعة المعاناة ، لكنهم لم ينحنوا ، وبصمودهم قهروا السجان وحطموا القيد وصلابة القضبان .
تسعة وعشرون عاما ، إستقبل " سعيد" خلالها وودع في سجونه التي تنقل فيها قوافل من المناضلين والمجاهدين ، وكان بالنسبة لهم القائد الكبير والمعلم القدير الذي زرع في قلوبهم حب الأرض وعشق الجماهير وبث في أرواحهم الثائرة الامل والارادة الحرة الابية ، وهو وإن تجاوزته كل صفقات التبادل التي أبرمت في الماضي والحاضر القريب ، لم يفقد يوما الامل في التحرر وكسر القيد والانطلاق إلى فضاء الحرية ، ولا زالت معنوياته تناطح همجية السجون وتصارع ببسالة صلافة السجانين .
ويدخل العام الثلاثون ، وما زال " سعيد " يفترش "برشه" الذي لازمه عشرات السنين في سجن عسقلان ، وإلى صدره المفعم بالاخلاص والوفاء يضم بقوة صورة الأم التي أرضعته حليب الرجولة والشهامه ، ويقلّب بتمعن وتأمل ألبوم الصور التذكارية التي إستطاع أن يجمعها من خلال زيارات الاهل أو من رفاق القيد الذين إلتقى معهم في سجون مختلفة ، ويذهب عميد الاسرى ببصره بعيدا إلى ما وراء تلك الجدران والقضبان التي تعزل جسده وتخفي روحه عن تلك الاجساد والارواح التي ما زالت تنتفض وتصرخ من أجل حريته وحرية كافة الاسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات أسرائيل ، ليؤكد لهم بكل أيمان وعزيمة أن " شمسنا ستبزغ وفجرنا آت آت " .
وبينما يطوي الأسير القديم " سعيد العتبة " سنوات اعتقاله التي تساوت وبصدفة القدر مع عدد السجون والمعتقلات الإسرائيلية التي شيدها الاحتلال ليحتجز فيها شبابنا وأطفالنا ونسائنا ، يرتسم الامل والتفاؤل على سماء فلسطين التي تنتظر بشوق ولهفة وحنين تحرير أبطالها من السجون لتغني لهم.
منقول من موقع جمعية واعد للأسرى