القسام ـ خاص :
في مثل هذه الأيام تعود بنا الذاكرة الفلسطينية إلى معركة خاضها رجال المقاومة الفلسطينية من كافة الفصائل في مخيم جنين خلال ما سمي بعملية "السور الواقي" الصهيونية بالضفة الغربية، تلك المعركة التي صمدت فيها المقاومة الفلسطينية وكبَدت قوات الاحتلال خلالها خسائر فادحة.
لكن ما يجعل الذاكرة تسطر هذه المعركة البطولية بمداد من ذهب عمليات التصدي البطولية لقوات الاحتلال داخل المخيم، والتي كان من أبرزها كمين الموت الذي أربك الجيش الذي لا يقهر وجندل جنوده في أزقة المخيم والذي أدى لمقتل 13 جندي صهيوني وإصابة 15 جندياً آخرين.
فكان لذلك الكمين وقع الصاعقة على قادة العدو الصهيوني، بعد تمكن المجاهدون من تمريغ أنوف جنودهم في التراب، على الرغم من أنهم كانوا مدججين بأعتى الأسلحة، ولكن ما هي تفاصيل ذلك الكمين ؟؟ ومن هم أبطاله؟؟
تفاصيل كمين الموت
في التاسع من إبريل من عام 2002 كان مخيم جنين على موعد مع العملية التي هزت أركان العدو الصهيوني، ولا زال أهل المخيم يذكرون هذه العملية البطولية حتى اللحظة ، فبعد أن أخذ المجاهدون بالبحث عن جنود صهاينة من مكان لآخر تمكن الأخوين الشهيدين المجاهدين من كتائب القسام محمد وأمجد الفايد ومعهم الشهيد نضال النوباني من شهداء الأقصى من رصد عدد من الجنود الصهاينة في حارة الحواشين.
ففي ذلك اليوم وفي تمام الساعة السادسة والربع صباحاً كان هؤلاء الإخوة الثلاثة في حارة الحواشين ، ومعهم بعض الأشبال متواجدين في أحد الأزقة عندما شاهدوا نزول خمسة جنود للعدو الصهيوني مسلحين برشاش ماج ورشاشات أم 16 ، ولم تكن الدبابات والجرافات قد وصلت بعد إلى حارة الحواشين.
ترك المجاهدون الجنود الخمسة يتقدموا بعد أن دلت طبيعة حركتهم وتلفتهم بكل الاتجاهات على أنهم قوة استطلاع وأن خلفهم قوة أخرى تحميهم وتتضمن عشرات الجنود.
ومن ثم تمركز المجاهدون في أحد الأزقة والتي لا يتجاوز طولها من 10 إلى 15 متراً، وأخذوا مواقعهم القتالية من مقدمة الزقاق حتى نهايته وتوزعوا بشكل مثلث بحيث لا يصيب أحدهم الآخر أثناء الاشتباك ، وأوعزوا لبعض الأشبال التواجد والاختباء في وسط ذلك المثلث وبحوزتهم مجموعة من العبوات "الأكواع".
وصول الجنود إلى الكمين
وبعد وصول الجنود الخمسة وصل بعدهم بقليل عدد كبير من الجنود، وبعد وقوعهم في مرمى النيران بدأ الأشبال برمي الأكواع المتفجرة لإرباك الجنود، ثم دوت رشاشات المجاهدين الثلاثة تجهز على الجنود، حيث سقطوا مضرجين بدمائهم، وفي تلك اللحظات بدأت صرخات الجنود الصهاينة تتعالى .
وقد تمكن المجاهدون من اغتنام رشاشين من نوع "ماج" وبنادق أم 16 قصيرة وطويلة وحقيبة للإسعافات الأولية وكذلك ثلاثة أجهزة ميرس خضراء اللون كانت بحوزة قائد القوة.
شهادة أحد قادةالمقاومة
أحد قادة سرايا القدس في مخيم جنين الأسير/ علي الصفوري تحدث عن هذا الكمين ، وأضاف أنه بعد دقائق على العملية أطلقت النار بشكل غزير جداً من قبل قوة صهيونية حضرت إلى المكان لإخلاء القتلى والجرحى فأصابت الطلقات الأولى المجاهد نضال النوباني فاستشهد على الفور، واستشهد كذلك بنيران القوة الصهيونية كل من المجاهدين القساميين الشقيقين محمد وأمجد الفايد.
وقد أشار القائد الأسير إلى أن الوقت الذي استغرقته العملية من البداية حتى الانسحاب نحو 15 - 20 دقيقة ، بعدها كان الاخوة الثلاثة قد استشهدوا.
و بطلا هذا الكمين هما من مجاهدي القسام الصناديد فالشهيد أمجد حسن أحمد الفايد (31) عاماً هو خبير في تصنيع المتفجرات وشقيقه الشهيد محمد حسن أحمد الفايد (19) عاماً هو الذراع الأيمن لأخيه أمجد ومساعده في تصنيع العبوات الناسفة، وقد انطلقا إلى أزقة المخيم لمواجهة قوات الاحتلال بعد أن أتمّا تصنيع كافة العبوات الناسفة المطلوبة للدفاع عن المخيم.
يذكر أن معركة مخيم جنين وقعت خلال الاجتياح الكبير لقوات الاحتلال الصهيوني للمخيم والذي بدأ بتاريخ 3/4/2002م واستمر أكثر من 10 أيام، وقد استشهد خلال المعركة عددٌ كبير من مقاتلي كتائب القسام من كتيبة القائد الشهيد نصر جرار الذي أصيب هو الآخر في ذلك الاجتياح ليستشهد لاحقاً في اشتباك مسلح بتاريخ 14/8/2002م.
عاشت كتائب العز القسامية